لست كليوباترا يا سيزر

ربما لم يكن الوقت المناسب تماما لتراه هناك
واقفا على سور الكورنيش في الإسكندرية
فراشتان تحومان حول المصباح المضاء
هو ينفخ دخان سيجارته في وجه المساء
يقسم بالليل وبيود البحر أنه سيزر
سيزر الذي ينتظر كليوباترا كل مساء لتهل عليه
لمحها مقبلة من البعيد
تنقل أقدامها بثقل وتمضي
تخطته ببضع خطوات
فتوجه إليها بالنداء
أيتها المرأة البهية الطالعة في وجه العتمة
هلا توقفت ؟!
نظرت إليه في ريبة ومضت
واصل الركض خلفها ، فأسرعت من خطوها ..
ناداها بتضرع لا تخافي مني أنا سيزر أنتظرك يا امرأة النور
أنتظرك كل مساء وأوقن أنك قادمة
همست لا بد مجنون ،، وحاولت الفرار
وصل إليها وأمسك بيدها متضرعا
إنني أحلم بك كل ليلة فلا تتركيني
لست بمجنون ولكنني عاشق
عاشق لك أنت وحدك يا كليوباترا
ذات ليل حلمت بك ،، وذات ليل انتظرتك فلا تهربين
نظرت في عينيه طويلا
وقالت لست كليوباترا ا قيصر الجنون
إن أنا إلا امرأة تعود متعبة من العمل ، تطعم الصغار
وتنظف الحجرات
فابحث عنها بعيدا بعيدا

ربما نسعى جميعا نحو موتنا
موت يليق بنا
موت يليق بجلال اللحظة التي نتخيلها
عندي يقين أن هناك خطب جلل سيحدث
كل مرة أمر في ذات الميدان أتخيل أنني سأموت هنا .. وعيون المارة تلمح انهيار جسدي
يتصعبون في أسى
وربما يسرع أحدهم بتغطية جسدي المتهاوي بجريدة يومية كان يقرأ فيها
أقف والعربات مسرعة وارسم سيناريو لما سوف يحدث في هذا الميدان الكبير
في مقابلة جروبي تماما
أمام تمثال طلعت حرب
أتخيل مانشيتات الصفحات التي ستلقى على جسدي
أشعر بالأسى وأمضي
كل مرة أضع سيناريو مختلفا لموتي المحتم في الميدان
ثم أمضي حزينة وأسيانة

الحر قاتل
اللزوجة والرطوبة مزعجة
شاهدت أمس فيلما لبرتني هيوستن
قصة الحب كانت ساحرة
هل حقا هناك حب بهذا الشكل
هل هناك حب رومانسي رقيق أصلا ؟
ترى كل الذين تزوجوا عن حب في بلادنا التي تأكل أرواحنا هل حافظوا على حبهم ؟
أم أن القهر والفقر وعدم الحسياسية تجاه الآخر التهمت هذا الحب
لماذا لا يحرص الناس على المجاملة والكلام اللطيف الذي يخفف قسوة الأيام

لنبدأ التدوين
نزلت النهاردة وسط البلد
البلد كانت فاضية
حسيت إن الكل متلبش
كل ده علشان أوباما
أنا مش ضد زيارته
وشايفة إنها دليل على قيمة ووضعية مصر
بس مش للدرجة دي
ليه الحس الأمني دايما غالب
وليه نعاني من القهر لمجرد إن رئيس أمريكا هيزورنا ؟
أسئلة كتير كانت تتردد في ذهني وأنا ماشية
قلت يا ريتني ما نزلت في الحر والتراب ده
لما رجعت سمعت أجزاء من خطابه
ليه عندنا إحساس بالدونية لدرجة إننا نحمل زيارته كل الأهمية دي ؟
حقيقي حاجة تخنق

هل فعلا أريد التدوين ؟

لا أعرف .. فقط كنت أشعر بالحزن والملل والوحدة .. فدخلت على النت .. بحثت عن موضوع ما

أدخلني السيد جوجل على مدونة أطالع فيها الموضوع

وجدت صاحب المدونة يثرثر عما يخطر بباله

فقلت لما لا ادفع الملل بالثرثرة غير الضارة

أرحم من النميمة مع صديقاتي

فأنشأت هذه المودنة

ليس بذهني الآن ماذا أنوي أن أكتب فيها

ليس بذهني الآن هل سأكتب الصدق فعلا

أعرض شخصيتي كما هي

أم أكتب المفروض أن يكون ، فأبدو مثالية

أم أكتب محض أكاذيب للتسلية ودفع الوحدة والملل ..

لنر ...